نصيحة لمجموعه من الشباب بعدم التفرق
السؤال: نحن مجموعة شباب ملتزمون لكن دب الشك بيننا، مما أدى إلى تفرق بعضنا عن بعض فبماذا تنصحونا؟
الجواب: أقول عموماً: نحن الأمة أمرنا الله -تبارك وتعالى- أن نعتصم بحبل الله ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا))[آل عمران:103] ونهانا عن الفرقة (ولا تَفَرَّقُوا) وقال: ((وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ))[آل عمران:105] فلا يجوز أن نزرع الشك فيما بيننا، وأن نتيح للشيطان فرصة أن يبذر بيننا بذور الشك والشقاق، فليس أحب إلى شياطين الإنس والجن من أن يجدوا أهل الخير مختلفين أو متنافرين، وإن لم يجتمع الشباب وطلبة العلم وأهل الدعوة فمن الذي سيجتمع؟!
وإن لم يجتمعوا على القرآن، وعلى هدي رسول الله في دعوته, وفي أمره ونهيه، فعلام يجتمعون إذاً؟
أما أهل الفجور والمعاصي، فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لا يمكن أن يجمع أمرهم، إنما هم يجمعون على أمرٍ -ابتلاء من الله وفتنة- ثم يفرق الله شملهم وينثر جمعهم، ويوم القيامة يكفر بعضهم ببعض، ويلعن بعضهم بعضاً ((الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ))[الزخرف:67] فالمتقون هم الذين هم على الأخوة الإيمانية في الدنيا والآخرة، لا شقاق بينهم ولا شك.
ولكن كلنا خطاءون، أنا قد أخطئ على أخي في الله، فليبين لي خطئي، أنا إن رأيتُ فيه عيباً أنصحه، وإن أخطأ عليِّ وأخطأت عليه، يأتي الثالث ويتدخل بيننا بالنصيحة وبالخير، ومن أسباب هذه الفرقة -إن وجدت- هي قلة الذين يُفقِّهون الشباب، نحن الشباب -وأنا واحد منهم- عانينا مرارة عدم التوجيه، قد يوجهنا بعض الناس لكن قد لا يجيد توجيهنا، وأحيانا ً قد لا نجد من يوجهنا فننفعل ونحمق، والحماقات مرتبطة دائماً بالعجلة، والعجلة دائماً من شأن الشباب، إذا كان ((خُلِقَ الْأِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ)) [الأنبياء:37] كما قال الله تبارك وتعالى, فالعجلة في الشباب أكثر.
ونحن نريد تغيير المنكر في لحظة، إذا سمعنا عن منكر نقول: لابد من تغييره الليلة، مع أن الله بعث محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وظل ثلاث سنوات في الدعوة السرية، ثم جهر بها ثم أوذي, لكن نحن الشباب كثير والحمد لله، والموجهون قليل، وعندهم أشغال؛ فأصبح كل شاب يركب رأسه، وأصبح الشيطان يلقي التهم والخلافات والتعصب لبعض الآراء العلمية، ولبعض الآراء الفقهية، ولبعض المشايخ، ولبعض الطوائف -مثلاً- فيبذرها، وليس أحب إليه من ذلك, إذا اختلف أهل الحق قويت شوكة الباطل واجتمع حزب الباطل عليهم، وغلبوهم.